في خطوة تهدف إلى نقل التقنيات الزراعية الحديثة وتعزيز القدرات الوطنية، شارك أربعة متدربين يمنيين في برنامج تدريبي مكثف حول “تربية الطفرات النباتية وزراعة الأنسجة وعلم الأمراض” في ماليزيا، والذي استمر لمدة أربعة أسابيع تحت إشراف الوكالة النووية الماليزية.
وقد تم تنقيذ هذه الفعالية في مقر قسم التكنولوجيا الزراعية والعلوم البيولوجية التابع للوكالة النووية الماليزية في ولاية سيلانجور، خلال الفترة من 3 إلى 28 نوفمبر 2025م. ويهدف بشكل رئيسي إلى بناء قدرات المشاركين في استخدام أدوات التكنولوجيا الحيوية والتقنيات الزراعية المتطورة لتحسين الإنتاجية ومقاومة الأمراض.
وقد مثل اليمن في هذا البرنامج المتقدم كل من:
م/ ياسين مساعد مثنى العماري – متدرب من وزارة الزراعة والري.
م/ عبد الناصر المقطري – متدرب من الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي.
م/ حميد الحكيمي – متدرب من الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي.
- م/ فائز القحطاني – متدرب من الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي.
وشملت محاور التدريب والأنشطة: مجموعة من الأنشطة النظرية والتطبيقات العملية المتقدمة، منها:
- تقنيات تحريض الطفرات: باستخدام أشعة جاما للمحاصيل المتكاثرة بالبذور والخضروات.
- التحليل المخبري: مثل اختبار الحساسية للإشعاع وفحص الاستجابة للإجهاد الحيوي واللاحيوي.
- تقنيات الإكثار: من خلال الزراعة النسيجية في المختبر.
- التقييم الميداني: لاختيار وفحص خطوط الطفرات في المشاتل والحقول التجريبية.
- التحليل الجزيئي: لتحديد وتوصيف الطفرات على المستوى الجيني.
وقد جاءت مشاركة اليمن في هذا البرنامج الدولي انطلاقًا من سعي الحكومة والجهات الزراعية اليمنية إلى تحديث وتطوير أساليب البحث والإنتاج الزراعي، والاستفادة من التقنيات النووية السلمية في مجالات تحسين المحاصيل وزيادة مقاومتها للتغيرات المناخية والأمراض، مما يسهم في تحقيق أمن غذائي أكثر استدامة.
كما خرج المتدربون بعدة توصيات عملية قابلة للتطبيق في السياق اليمني، أهمها:
الدعوة إلى إنشاء مختبر وطني متكامل للزراعة النسيجية والتقنيات الحيوية، بالتنسيق مع الجهات المحلية والدولية ذات العلاقة.
توفير الأجهزة والمعدات المتخصصة اللازمة لتطبيق التقنيات التي تم التدريب عليها، مثل أجهزة الإشعاع والمعدات المخبرية الدقيقة.
دراسة جدوى إدخال جهاز أشعة جاما متخصص لاستخدامه في برامج تحسين وتطوير الأصناف النباتية المحلية.
ويُمثل هذا البرنامج نافذة أمل في ظل الظروف الصعبة تمر بها بلادنا، حيث يسعى الكادر اليمني الشاب إلى تحديث أدوات العمل الزراعي وبناء جسر معرفي مع المراكز البحثية الدولية. وتُعد هذه الخطوة استثمارًا في المستقبل، يُراد منه المساهمة في إعادة إعمار القطاع الزراعي وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات باستخدام العلوم والتقنيات الحديثة.
